الأربعاء، 21 يناير 2015

أول مرة أصلي...الجمعة مع ابنتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أحب أعرفكم بنفسي. باختصار أنا والد ريتاج :)

من أسبوعين طلبت منى ريتاج النزول معى للمسجد فى صلاة الجمعة؛ ولكن لم تكن مستعدة للخروج (لبس و تسريح وخلافه) ونظراً لضيق الوقت اعتذرت لها عن تلك المرة وعدتها بأن آخذها فى الجمعة التالية - وده كان تهور منى لانى طالما وعدتها لابد أن أوفي بوعدي، وبالرغم من خوفي من التجربة الا انى عقدت العزم على الوفاء -علقة تفوت ولا حد يموت-.

تذكرت أول مرة آخذ ريتاج المسجد كان اضطراراً، حيث أننا كنا بالخارج و دخلنا المسجد للصلاه وكانت كالملاك حيث انها كانت قليلة الحركة لصغر سنها -حين ذاك- ومع ذلك كانت مصدر اضطراب، فلم أكن اعرف ماذا افعل معها اثناء الصلاه، وضعتها على الارض أمامي صامته وعندما بدأت الصلاه بدأت ريتاج "تزن" فحملتها وكنت أضعها على الارض وأحملها كل ركعة إلى أن عدت الصلاه على خير :)
وتذكرت أنى قد اخذتها فى صلاة جمعة من قبل ولكنها أيضا كانت صغيرة وبالكاد تستطيع الوقوف ولا تقدر على الكلام. ولذلك مرت تلك الجمعة على خير.
أما هذه الجمعة فالوضع مختلف؛ فـ ريتاج والحمد لله اصبحت تستطيع الكلام -ورغاية- ولا اعلم ان كانت ستسمع الكلام وتصمت اذا أمرتها بذلك اثناء الخطبة أم لا.
ناهيك عن مهارتها الرائعة - والمقلقة- فى الجري. ماذا لو فكرَت فى الجري بين الصفوف اثناء الصلا! هل سأخرج من الصلاه للحاق بها ام ماذا؟؟
على كل حال مر الأسبوع سريعاً وتقريباً نسيت وعدي لها ، إلى أن فكرتني به زوجتي العزيزة -ربنا يسامحها- صباح يوم الجمعة السابقة قبل الصلاة بوقت كافي. لم أتراجع فقد وعدت ريتاج بالفعل.
قامت زوجتى بإلباسها وتسريحها ؛ وأخذت ريتاج وانطلقت قبل الاذان الاول - وأنا أفكر فى عدة سيناريوهات لما يمكن ان يحدث، أبسطهم ان تُحدِث ريتاج دوشة أول ما ندخل المسجد قبل الاذان وده يكون سبب كافى للعودة للمنزل قبل الصلاة أصلاً - ويا دار ما دخلك شر
و على ذلك كان اختياري للجلوس بجانب اقرب عمود من باب المسجد تحسباً لحدوث طوارئ واضطرارى للخروج المفاجئ من المسجد.
ولكن الحمد لله لم يحدث أيا من ذلك. خصوصا بعد أن أخذت برأي زوجتى فى أن أُحدث ريتاج قبل الخطبة واطلب منها ان تصمت طالما يتحدث الخطيب من فوق المنبر - او السلم كما اطلقنا عليه مؤقتا - وبالفعل ويا للعجب ريتاج سمعت الكلام الحمد لله ولم تتكلم طوال الخطبة.
بدأت الخطبة و بدأت معها مرحلة من الذهول المستمر والمتصل من أول دخول المسجد الى منتصف الخطبة الأولى. وبعد ذلك ظهرت على ريتاج علامات الملل وبدأت فى ملاعبة العمود ولم يخلو الامر من التخبيط على العمود والذي توقف بنظرة مني تبعتها بابتسامة عندما استجابت ريتاج وتوقفت عن التخبيط على العمود.
انتهت الخطبة وأُقيمت الصلاة . طلبت من ريتاج الوقوف امام العامود للصلاه وكان ذلك مخيباً لآمالها فقد كنت تريد الوقوف بجانبي ولكن نظراً لامتلاء المسجد لم يكن من المناسب ذلك.
بدأت الصلاة ولاحظت أن ريتاج مازالت تلعب بصمت الى ان حان وقت السجود سجدت معنا واكملت حركات الركعة الثانية تقريبا جميعها الى ان انتهت الصلاة.
جلست لأختم الصلاة. ولكن ريتاج لاحظت قيام المصلين وخروجهم من المسجد وعلت الأصوات بالأحاديث الجانبية ، فنطقت أول كلمة لها منذ ان دخلنا المسجد وقالت :عاوزة اخرج برا.  طبعا احتضنتها وقبلتها فقد كانت افضل مما توقعت بمراحل.
وعندما خرجنا كافئتها بان اشترينا حلويات -مصاصة وشيكولاتة- من السوبر ماركت وشكرتها انها سمعت الكلام ولم تتحدث طوال الخطبة.
وبعد العودة الى المنزل بدأنا نتحدث جميعا - مع أمها- عن ما رأته فى المسجد. وأطلقنا اسم "المنبر" على "السلم" الذى رأته داخل المسجد. و سمينا الرجل اللى وقف فوق المنبر "شيخ أو خطيب". وهى حدثتنا أنها رأت رجل يصلي فى المسجد.

وأخيرا عقدت العزم على أن أستمر فى أخذ ريتاج معي الى المسجد كل صلاة جمعة إذا استطعت بإذن الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق