الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

لا تسمح لشيءٍ بأن يوقفك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كثيراً ما يرى المهتم بتربية أطفاله موضوعات و مجونات عن الأنشطة الممكن تقديمها للطفل  ، أو عمل لعبة بسيطة من أجل الطفل يصنعها الوالدين
و تبقى المعضلة الكبرى : " أنا فين و الناس دي فين ؟" - "إنهم محترفون" - "ليس لدي أي خامات أو أدوات" ....
و إلى غير ذلك مما لا ينتهي من الحجج و التبريرات التي لا تغني و لا تُشغِلُ من فراغ
و يبقى الطفل متروكاً أمام التلفاز - و تنمو التناحة على وجهه لحظة بعد أخرى


من فضلكم أيها الآباء و الأمهات ......
ما من شيء مستحيل

ما من شيء قد يعوقك أو يوفقك أو يعطلك سوى نفسك
إن رأيت لعبة يمكنك عملها لطفلك أو نشاطاً ، تمتلك "بعضاً" من مكوناته أو أدواته... ابدأ
نعم ابدأ و لا تقل " حين أكمل الأدوات و الخامات"
ابدأ و انطلق
سعادة طفلك هي ما ستشجعك على إكماله

ما من أحد منا كامل أو مستعد لكل الأفكار بكل الخامات و الأدوات و اللوازم - و إلا لأغلقت المكتبات في كل مكان
نحن صنعنا لابنتنا مكتبة ، و لم يكتمل دهانها - فضلنا تركها لتلونها كيفما بدا لها حين تكبر قليلاً ، و يكون فيها تجديد للمكتبة نفسها
صنعنا بيتاً للدمى تلهو به و أكثر من نصف أدواره ناقصة و لم تكتمل للآن لعدم توافر الألواح المناسبة ، و لم نقم بعد بعمل الأثقال المطلوبة أسفله و لا دهانه ؛ لكنها سعيدة به أيما سعادة و تلهو به لا يمنعها نقصه عن ذلك
صنعنا الصلصال المنزلي عدة مرات قبلاً بدون ألوان لعدم توفرها ، و لم نكن قد تعلمنا إحكام جودة صناعته ليعيش معنا أياماً بل كان يفسد بعد يوم واحد على الأكثر حتى في الثلاجة ، لكننا لم نتوقف و استمررنا


أنت أيضاً .. لا تتوقف و لا تشاهد و تتحسر
ابدأ و انطلق على قدر ما لديك
و جهز ورقة - و حبذا لو كان دفتراً - بها ما تريد عمله من أنشطة لصغارك و ما تحتاجه من أدوات و لوازم تنقصك

و أعد النشاط و ستجده يمتعهم مرة أخرى مع فارق الألوان أو الجودة التي تضفي عليه بريقاً آخر

لنعتمده مبدأً في حياتنا ... لا تسمح لشيءٍ بأن يوقفك
الناقص سيكتمل يوماً ما لإن شخصاً ما بدأه
لكن اللاشيء سيبقى لاشيء إلى الأبد
توكل على الله و استجمع أفكارك و انطلق
و وقتاً ممتعاً مع أطفالك :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق